الملك وملفات الاقتصاد والاستثمار

الدكتور بسام الزعبي

من جديد يعود جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين للحديث عن قضايا الاقتصاد والاستثمار والبطالة والفقر؛ وذلك خلال لقاءه رؤساء اللجان النيابية، وهذه القضايا لم تغيب يوماً ما عن أحاديث وخطابات الملك مع كافة فئات المجتمع، فالهم الاقتصادي هو هم دائم يؤرق جلالته كونه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالملف الاجتماعي الذي يتصدره مشكلتي الفقر والبطالة.

في كافة خطابات العرش، وفي كتب التكليف للحكومات، وفي المؤتمرات المختلفة، وفي اللقاءات المتخصصة، والاجتماعات مع المعنيين في الحكومة والبرلمان، وعلى مدار أكثر من 20 عاماً؛ جاء حديث الملك عن الاقتصاد والاستثمار والفقر والبطالة واضحاً ومباشراً، ولكن للأسف الرئيس والمرؤوس يسجلون ويكتبون الملاحظات خلال الحديث والحوار، وبعدها تذهب الأوراق أدراج الرياح بلا تنفيذ أو تغيير أو إنجاز!!.

المسؤول الحقيقي لا يقبل أن يكون مستمع ومتلقي ومتلقن للمعلومة فقط، ولكن يجب عليه أن يضع الأمور بنصابها الصحيح، وأن يناقش ويحاور ويحلل، ثم يطرح رأيه بشكل قوي وبصوت حر، فإما أن يقنع أو يقتنع، ومن ثم عليه النزول للميدان للتنفيذ والإنجاز، فيكون صاحب رأي وموقف وقرار ينفذ على الأرض، وإلا فليزم بيته ويعترف ضمناً أنه ليس على قدر المسؤولية.

الوضع الاقتصادي في الأردن وصل لمرحلة سيئة من التراجع والسكون، والأوضاع مرشحة للتراجع أكثر وأكثر إذا لم نحُسن معالجتها والتصدي للمشاكل ونضع لها الحلول الجريئة والعملية، فالحال لا يسر عدواً ولا صديقاً؛ لأن العدو أصلاً لم يعد يراى ما يحسدنا عليه، في الوقت الذي نرى فيه المسؤولين يتخذون وضعية (المراقب) بدل أن يكونوا (أصحاب قرار)!!، رغم ما يشاهدونه أمامهم من إرهاصات وتراجع في الوضع العام، وهذا ما يزيدنا قناعة وتأكيد بأن المسؤول الضعيف هو سبب البلاء والتراجع والسوء الذي نحن فيه.

ملف الاستثمار أيضاً يراوح مكانه متخذاً وضعية (المتجمد)، مع أنه في الأصل أن يكون في وضعية (النشط جداً) في كافة الاتجاهات والقطاعات!!، وأوضاع الاستثمار والمستثمرين وجلب الاستثمارات تراوح مكانها منذ سنوات، في مشهد وحال يؤلم الجميع، فلا المستثمر المحلي مرتاح، ولا المستثمر الخارجي يشعر بالطمأنينة، بسبب القرارات والأنظمة والتعليمات التي تتحكم بها أمزجة هذا وذاك من الموظفين والمسؤولين!!، فلا المسؤول صاحب قرار جريء!!، ولا الموظف صاحب شخصية قيادية، ليبقى الاستثمار والمستثمرين في عالم الحظ والمجهول والمفاجأت!!.

الملفات الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية التي يتحدث بها الملك يوماً بعد يوم؛ أصبحت الشغل الشاغل للملك وللشعب الأردني بكافة فئاته، وعلى المسؤولين في كافة مواقعهم؛ أن يتحلوا بروح القيادة والأمانة في إدارة وزاراتهم ومؤسساتهم، وإذا لم يكن لديهم القدرة على ذلك، فالأولى بهم أن لا يخذلوا الملك، وأن لا يدنسوا سيرهم الذاتية بالإخفاقات المتتالية، على حساب البلاد والعباد، فالإنجازات تتحدث عن أصحابها.. والتاريخ شاهد ولا يرحم!!.

17-كانون الأول-2021 10:51 ص

نبذة عن الكاتب